قصور الغدة الكظرية: الأعراض، الأسباب والعلاج

يحدُث أن يُصَاب البعض بمشكلةٍ ما في الغدّة الكظريّة نتيجة أسبابٍ مختلفة تتأثّر معها إمّا الغدّة الكظريّة نفسها بطريقة مباشرة، أو ربمّا يكون الخلل ناجمًا عن مشكلة في غددٍ أُخرى تتحكّم بوظائف الغدد الكظريّة

يحدُث أن يُصَاب البعض بمشكلةٍ ما في الغدّة الكظريّة نتيجة أسبابٍ مختلفة تتأثّر معها إمّا الغدّة الكظريّة نفسها بطريقة مباشرة، أو ربمّا يكون الخلل ناجمًا عن مشكلة في غددٍ أُخرى تتحكّم بوظائف الغدد الكظريّة كالنخاميّة أو تحت المِهاد، في كلتا الحالتين يتأثّر مستوى الهرمونات الكظريّة لينعكس ذلك سلبًا على الوظائف التي تختصّ الغدّة بإتمامها وإنجازها.

تتأثّر الغدّة الكظريّة بعديد المشاكل والاضطرابات، إلّا أنّ انخفاض مستوى إنتاج هرموناتها -وهو أحَد المشاكل غير الشائعة- يُعدّ مشكلة صحيّة تتطلّب العلاج حال اكتشافها، وتُعرَف بقصور الغدّة الكظريّة.

استشارة دكتورة غدد صماء

أين تقع الغدّة الكظريّة؟

تتربّع الغدد الكظريّة على الجزء العلوي من الكُلى وتتكوّن كل منهما من جزأَين رئيسيّين هُما القشرة واللُّب، تساهم الغدد الكظريّة برفقة الغدد الصمّاء الأُخرى في الجسم بإنتاج عددٍ من الهرمونات المسؤولة عن حفنة من الوظائف المهمّة في الجسم.

تتكفّل الغدد الكظريّة بإنتاج مجموعة من الهرمونات لعلّ أهمّها كل من الكورتيزول والألدوستيرون اللذين يتّم إنتاجهم من القشرة في الغدّة الكظريّة، إضافة إلى الإدرينالين والنورأدرينالين اللذين يتّم تصنيعهم في الجزء الداخلي من الغدّة المُسمّى باللُّب.

تساهم هرمونات الغدد الكظريّة بالسيطرة على مجموعة من المَهام الأساسيّة في الجسم، أبرزها ضبط عمليّات الأيض، ضغط الدم، مستوى السكر في الدم، الاستجابة للتوتر والقلق، اتّزان الهرمونات الجنسيّة وغيرها.

أنواع قصور الغدة الكظرية

يُصنَّف قصور الغدّة الكظريّة إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة كالتالي:

  • قصور الغدة الكظرية الأوليّ: هو من الأنواع النادرة التي قد تصيب أيّ شخص في أيّ مرحلة عمريّة، وهو ناجم عن خلل في القشرة من الغدّة الكظريّة ما يؤدّي إلى إضعاف قدرة الغدّة على إنتاج هرمون الكورتيزول، تتسبّب عدّة عوامل بقصور الغدّة الكظريّة الأوّلي، لعلّ أبرزها مهاجمة الجهاز المناعيّ خطأً لأنسجة الغدد الكظريّة ما يتسبّب بإتلاف القشرة منها ما يؤثّر على مستوى الهرمونات المسؤولة عن إنتاجها، يُشَار إلى هذا النوع بالتحديد على أنّه مرض أديسون Addison’s disease.

  1. قصور الغدّة الكظريّة الثانوي: تتسبّب المشاكل التي قد تتعرّض لها الغدّة النخاميّة في الدماغ بقصور الغدّة الكظريّة الثانويّ؛ إذ إنّ قشرة الكظر تحتاج لهرمون موجّهة قشرة الكظر Adrenocorticotropic hormone (ACTH) لتحفيز إنتاج الهرمونات المطلوبة، وفي حال إصابة الغدة النخاميّة بخللٍ ما ينخفض مستوى هرمون موجّهة قشرة الكظر ما يتسبّب بإنخفاض قدرة الغدة الكظريّة على إنتاج ما يكفي من هرموناتها.

  1. قصور الغدّة الكظريّة الثالثي: ينجُم هذا النوع عن خلل في الغدّة تحت المهاد؛ إذ إنّها المسؤولة عن إنتاج الهرمون المُطلِق لموجّهة القشرة Corticotropin-releasing hormone (CRH) الذي بدوره يُنشّط الغدّة النخاميّة لإفراز هرمون موجّهة قشرة الكظر.

حجز موعد مع دكتورة غدد صماء

أسباب قصور الغدة الكظرية

تستطيع بعض الاختلالات التي تحدث في الجسم أن تُحدِث قصورًا في الغدد الكظريّة، من أبرز أسباب قصور الغدة الكظريّة:

  • مرض مناعي ذاتيّ نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي عن طريق الخطأ للغدّة الكظريّة أو للغدّة النخاميّة.
  • مرض السُل.
  • مرض السرطان الذي قد يصِل انتشاره حتى الغدد الكظريّة.
  • أورام الغدة النخاميّة.
  • تعرّض الدماغ لإصابة رضحيّة.
  • اختلالات الغدد الصمّاء الناجمة عن بعض الأمراض الوراثيّة ما يؤثّر على طريقة أداء الغدد لوظائفها كما ينبغي لها أن تكون.
  • النزيف في الغدد الكظرية.
  • تناول أنواع معيّنة من الأدوية مثل مضادّات الفطريات وغيرها.
  • استئصال الغدد الكظريّة جراحيًّا لعلاج مشكلة أُخرى في الجسم.
  • الإصابة بأنواع من العدوى، مثل تلك التي تتسبّب بها الفطريات.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV الذي يتسبّب بإضعاف الجهاز المناعي.

أعراض قصور الغدة الكظرية

تُوصَف أعراض الغدة الكظريّة بأنّها بطيئة الظهور ولا تكون واضحة؛ ما يصعُب تمييزها عن الأعراض المرافقة لمشاكل أُخرى في الجسم، من أعراض قصور الغدة الكظرية ما هو شائع ومنها ما هو أقل شيوعًا، مثل:

  • ضعف في العضلات.
  • فقدان الشهيّة للطعام.
  • الشعور بالإرهاق والإجهاد المستمر.
  • تغيُّر لون الجلد ليصبح داكنًا في بعض الأماكن، خصوصًا الشّفاه، طيّات الجلد، باطن الخّد والمفاصل.
  • انخفاض غير مُبرّر في الوزن.
  • النَهَم الشديد لتناول الأطعمة المالحة.
  • ألم في البطن.
  • ألم في المفاصل.
  • انخفاض مستوى السكر في الدم.
  • الشعور بالدُوار أو حتى الإغماء خصوصًا عند الوقوف، بسبب انخفاض مستوى ضغط الدم عن الطبيعي.
  • الاستفراغ أو الغثيان.
  • الإسهال.
  • الجفاف.
  • عدم انتظام الدورة الشهريّة أو انقطاعها قبل أن يحين موعد انقطاع الطمث الطبيعي.

علاج الغدة الكظرية

يعتمد طبيب الغدد الصماء عند تشخيص حالة المريض على فحوصاتٍ عدّة تشمل الفحص السريري ومعرفة تاريخه المَرَضي، من ثمّ إجراء مجموعة من الفحوصات المخبريّة وأُخرى إشعاعيّة لتوكيد سبب الإصابة والتحقُّق من طبيعة الخلل في الغدد الكظريّة، تشمل هذه الفحوصات: فحوصات الدم والبَول لمعرفة مستويات الهرمونات، صور إشعاعيّة بالموجات فوق الصوتيّة، الأشعة المقطعيّة المُحوسبة CT أو الرنين المغناطيسي MRI وغيرها ممّا يراه الطبيب مناسبًا للكشف عن الحالة.

أمّا علاج قصور الغدة الكظريّة فيعتمد أولًا على الوضع الصحيّ للمريض وعُمره ودرجة الإصابة لديه، إلى جانب عددٍ من العوامل الأُخرى التي يحكُم بناءً عليها الطبيب المُشرِف على الحالة ويحدّد بذلك الدواء الأنسب بجرعته المُثلى.

غالبًا ما يكون العلاج الهرمونيّ هو الحل لتعويض نقص هرمونات الكظريّة، وذلك وفق جرعاتٍ محدّدة وبمعايير قد تختلف وفقًا لحاجة الجسم تزامنًا مع تقلُّب الحالة البدنيّة اليوميّة للمريض، وذلك بما يُحاكي الوظائف الطبيعيّة التي تضطلّع بها هرمونات الغدّة الكظريّة، غالبًا ما يتناول المرضى الأدوية الهرمونيّة لعلاج قصور الكظريّة لفتراتٍ طويلة قد تستمر ما دام المريض على قيد الحياة.

تشتمل علاجات قصور الغدة الكظريّة على كل من التالية:

  • الستيرويدات القشريّة مثل هيدروكورتيزون بهدف تعويض غياب الكورتيزول.
  • "فلودروكورتيزون" لتعويض غياب الألدوستيرون والإسهام في اتّزان السوائل ومستويات الصوديوم في الجسم.

تحتاج جرعات الأدوية الهرمونيّة لإعادة ضبطها لمرضى قصور الغدة الكظريّة في حالاتٍ معيّنة لمساعدة الجسم على التعامل مع الحالات الطارئة التي قد يمرّ بها، مثل: الخضوع لعمليّة جراحيّة ما، الحمل، الإصابة بمرض أو مشكلة صحيّة معيّنة أو التعرُّض لإصابة مباشرة.

مقالات ذات صِلة

المراجع

  1. Berry J. (2019). Adrenal glands: functions and related disorders, Retrieved from MedicalNewsToday: https://www.medicalnewstoday.com/articles/adrenal-gland
  2. Hahner, S., Ross, R.J., Arlt, W. et al. Adrenal insufficiency. Nat Rev Dis Primers 7, 19 (2021). Retrieved from https://doi.org/10.1038/s41572-021-00252-7
  3. Michels A, Michels N. Addison disease: early detection and treatment principles. Am Fam Physician. 2014 Apr 1;89(7):563-8. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24695602/
  4. Adrenal insufficiency. (2020). Retrieved from Hormone Health Network: https://www.hormone.org/diseases-and-conditions/adrenal-insufficiency
  5. Adrenal insufficiency (Addison’s disease). (n.d.). Retrieved from Johns Hopkins Medicine: https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/underactive-adrenal-glands--addisons-disease
  6. Addison’s disease. (2020). Retrieved from Mayo Clinic: https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/addisons-disease/symptoms-causes/syc-20350293
  7. Adrenal insufficiency & Addison’s disease. (2018). Retrieved from National institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases: https://www.niddk.nih.gov/health-information/endocrine-diseases/adrenal-insufficiency-addisons-disease

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري سكر وغدد صماء أونلاين عبر طبكان
احجز